إصابات العمود الفقري والنخاع الشوكي: طرق العلاج ومدة التعافي
إصابات العمود الفقري والنخاع الشوكي تعتبر من بين أخطر الإصابات التي قد يتعرض لها الإنسان، حيث تؤثر بشكل مباشر على قدرة الجسم على الحركة والشعور. كما أنه في الحالات الخطيرة قد تتسبب في إعاقات دائمة أو حتى في تهديد الحياة. العمود الفقري، الذي يتكون من سلسلة من الفقرات العظمية التي تحمي النخاع الشوكي، يعتبر حجر الزاوية في الهيكل العظمي البشري، ويحمل معه وظيفة هامة في دعم الجسم وتنظيم الإشارات العصبية بين الدماغ وبقية أجزاء الجسم. وفي مقالنا اليوم، سنوضح لك أنواع إصابات العمود الفقري وخيارات العلاجات الجراحية وإعادة التأهيل المتاحة. كما سنتناول الحديث حول إصابة النخاع الشوكي كأحد أنواع إصابات العمود الفقري وتوضيح الخيارات العلاجية والتأهيلية المتاحة.
يمكنك التواصل مع طبيب دماغ وأعصاب للتعرف على حالتك وطرق العلاج – الدكتور فراس شعبان استشاري جراحة الدماغ والأعصاب
نبذة عن إصابة العمود الفقري
إصابة العمود الفقري هي تعرض الفقرات أو الأنسجة المحيطة بها لصدمة أو تلف نتيجة لحادث أو ضغط مفرط، وقد تؤثر هذه الإصابة على سلامة العمود الفقري ووظيفته الداعمة والمهمة للجسم.
تشمل إصابات العمود الفقري أنواعًا متعددة والتي يمكن أن تؤدي إلى أعراض تتراوح من آلام حادة ومحدودية في الحركة إلى ضعف أو شلل في الأطراف.
كما قد تؤثر بعض الإصابات بشكل مباشر على النخاع الشوكي الذي يمتد داخل القناة الشوكية، مما يتسبب في مشكلات عصبية كبيرة، قد تشمل فقدان الإحساس أو القدرة على الحركة في بعض مناطق الجسم.
تُعدّ إصابة العمود الفقري من الإصابات الخطرة التي تتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا وفحوصات خاصة للتأكد من عدم تأثر النخاع الشوكي أو الأعصاب.
أسباب إصابة العمود الفقري
تتنوع أسباب إصابة العمود الفقري وتشمل العديد من العوامل المرتبطة بالأنشطة اليومية والصدمات الخارجية. من أبرز هذه الأسباب:
- الحوادث المرورية، حيث تؤدي التصادمات العنيفة إلى كسور أو انزلاق الفقرات، وأحيانًا إلى إصابة النخاع الشوكي، مما قد ينتج عنه شلل جزئي أو كامل في الحالات الشديدة.
- السقوط من ارتفاع، والذي يعرض الفقرات القطنية والعجزية للكسور أو التمزق، خاصة إذا لم يتم اتخاذ احتياطات السلامة اللازمة، ما يزيد من احتمال تعرض العمود الفقري لإصابات خطيرة.
- إصابات العمود الفقري عند الرياضيين، والتي تنتج عن الرياضات التي تتطلب احتكاكًا مباشرًا أو قوة على الظهر فقد تتسبب في إصابات للعمود الفقري مثل تمزق الأربطة، انزلاق الغضاريف، أو كسر الفقرات.
- الحوادث المنزلية، والتي تشمل الإصابات البسيطة داخل المنزل، مثل الانزلاق أو التعثر في الدرج، والتي يمكن أن تؤدي إلى كسور أو التواءات في الفقرات.
- الإجهاد الجسدي المزمن، والتي تسبب ضغطًا طويل الأمد على الفقرات والغضاريف، مما يؤدي إلى تآكل الأقراص الغضروفية أو انزلاقها.
- الأمراض التنكسية، مثل هشاشة العظام والتهاب المفاصل، تجعل الأمراض التنكسية العمود الفقري هشًا وأكثر عرضة للإصابة حتى في حالة الصدمات الطفيفة.
- الإصابات العنيفة: العنف الجسدي أو التعرض لاعتداء مباشر على منطقة الظهر أو الرقبة يمكن أن يتسبب في كسور وإصابات بالغة في العمود الفقري.
- التقدم في العمر: مع التقدم في السن، تتعرض الفقرات للتآكل التدريجي وتصبح العظام والغضاريف أقل مرونة وأضعف، مما يزيد من حدوث إصابات في العمود الفقري.
- التشوهات الوراثية والخلقية: بعض الحالات الوراثية أو التشوهات الخلقية مثل الجنف (انحناء العمود الفقري) تجعل الأشخاص أكثر عرضة لإصابات العمود الفقري.
اقرأ أيضا: أنواع إصابات الرأس: تعرّف على الجراحات والعلاجات المتاحة
أعراض إصابة العمود الفقري
أعراض إصابة العمود الفقري تختلف حسب شدة الإصابة وموقعها في الفقرات، وفيما يلي بعض أبرز الأعراض التي تظهر في حالة وجود إصابة في العمود الفقري:
- ألم حاد في الظهر أو الرقبة والذي يزداد سوءًا مع الحركة أو الضغط.
- صعوبة في تحريك الظهر أو الرقبة وأحيانًا العجز عن الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
- شعور بالخدر أو التنميل في الأطراف نتيجة الضغط على الأعصاب.
- ضعف العضلات وصعوبة التحكم بالعضلات المتصلة بالجزء المصاب من العمود الفقري.
- فقدان التوازن وكثرة التعثر نتيجة تأثير أحد إصابات العمود الفقري على الأعصاب المسؤولة عن التنسيق الحركي.
- فقدان التحكم في المثانة أو الأمعاء خاصة في حالات إصابة النخاع الشوكي الشديدة.
- تغيرات في الإحساس في مناطق معينة من الجسم اعتمادًا على موضع الإصابة.
- الشلل وذلك لحالات الشديدة التي تؤثر على النخاع الشوكي.
أنواع إصابات العمود الفقري
تختلف أنواع إصابات العمود الفقري حسب طبيعة الضرر وشدته وموقعه، كما تتطلب هذه الإصابات التدخل الطبي لتجنب المضاعفات مثل الشلل أو فقدان الإحساس.
وقد تتطلب بعض الحالات الجراحة أو العلاج الطبيعي لاستعادة الحركة والوظيفة الطبيعية. وفيما يلي سنوضح لك أنواع إصابة العمود الفقري والسبب وراء حدوثها:
- إصابة النخاع الشوكي: تُعد من أخطر أنواع إصابات العمود الفقري، إذ قد تؤدي إلى تلف الأعصاب الموجودة داخل النخاع الشوكي، مسببًا فقدان الإحساس أو الحركة في الأجزاء المتأثرة.
- كسور الفقرات: تحدث نتيجة الصدمات القوية، مثل حوادث السيارات أو السقوط، وتسبب تشقق أو انقسام الفقرات. وتعد الفقرات القطنية والصدرية الأكثر عرضة لهذا النوع من الإصابات.
- الانزلاق الغضروفي: يحدث عندما ينزلق أو يتمزق القرص الغضروفي الذي يفصل بين الفقرات، ما يؤدي إلى ضغط على الأعصاب المحيطة.
- تمزق الأربطة: قد يحدث تمزق أو تمدد مفرط في الأربطة التي تثبت الفقرات، نتيجة لحركة قوية أو غير متوقعة.
- خلع في الفقرات: من أنواع إصابات العمود الفقري التي تحدث عندما تتحرك فقرة عن موضعها الطبيعي، ما يؤدي إلى ضغط على النخاع الشوكي أو الأعصاب.
- الشد أو الالتواء: إصابة شائعة تحدث بسبب حركة مفاجئة أو ضغط زائد على العمود الفقري، ما يؤدي إلى تمدد أو تمزق في العضلات والأربطة المحيطة بالفقرات.
- إصابات الضغط الكسري: تحدث غالبًا لدى كبار السن، خاصةً المصابين بهشاشة العظام، حيث يؤدي الضغط إلى انضغاط الفقرات وتشققات صغيرة فيها.
- الإصابة بالتضيق الشوكي: يحدث تضيق في القناة الشوكية بسبب نمو عظام زائدة أو تغيرات في الغضاريف، ما يؤدي إلى ضغط على النخاع الشوكي أو الأعصاب.
اقرأ أيضا: تعرف على عمليات تفريغ النزيف الدماغي
إصابات العمود الفقري وعلاجه
يعتمد علاج إصابات العمود الفقري على نوع الإصابة وشدتها، ويتنوع بين العلاجات غير الجراحية والعلاجات الجراحية. إليك طرق العلاج الأساسية:
العلاج غير الجراحي
وهي من العلاجات التحفظية التي لا يتم فيها اللجوء إلى تدخل جراحي للحالة. وإليك أبرز أشكال العلاجات الغير جراحية أو التحفظية لبعض إصابات العمود الفقري:
- الراحة وتجنب الأنشطة الشاقة لتقليل الضغط على العمود الفقري، ما يساعد في تخفيف الألم ويمنح الأنسجة فرصة للشفاء.
- وصف الأدوية لتخفيف الألم والالتهاب، كما قد تُستخدم أدوية مرخية للعضلات في حالات التشنجات العضلية.
- العلاج الطبيعي لتعزيز قوة العضلات المحيطة بالعمود الفقري وتحسين مرونتها.
- الحقن الموضعية لتقليل الألم والتهاب الأعصاب المتضررة، مما يساعد في تخفيف الأعراض مؤقتًا.
- وضع الجبائر والدعامات لدعم العمود الفقري ومنع المزيد من التضرر.
العلاج الجراحي
وهي من العلاجات الغير تحفظية أي التي يتم فيها اللجوء إلى تدخل جراحي للحالة. وإليك أبرز أشكال جراحات العمود الفقري العلاجية:
- جراحة تثبيت الفقرات: تستخدم في حالات الكسور أو الانزلاق الشديد.
- إزالة الانزلاق الغضروفي: يتم استئصال الجزء المنزلق من القرص الغضروفي لتخفيف الضغط على الأعصاب المحيطة.
- جراحة تخفيف الضغط: تُستخدم لتوسيع القناة الشوكية وتخفيف الضغط على الحبل الشوكي والأعصاب.
- إصلاح التمزق في الأربطة: وذلك في حالات تمزق الأربطة الشديد لضمان استقرار العمود الفقري.
- تحفيز الأعصاب الشوكية: في حالات معينة، يمكن زرع جهاز لتحفيز الأعصاب يساعد في تخفيف الألم المزمن الناتج عن إصابات العمود الفقري.
عملية تثبيت الفقرات
عملية تثبيت الفقرات هي أحد جراحات إصابات العمود الفقري، والتي تُستخدم لتثبيت فقرتين أو أكثر في العمود الفقري وذلك بهدف علاج حالات عدم استقرار الفقرات.
وذلك من خلال منع الحركة غير الطبيعية بين الفقرات المصابة، مما يخفف الألم ويعيد الاستقرار إلى العمود الفقري. وإليك أهم دواعي إجراء عملية تثبيت الفقرات:
- الانزلاق الفقاري الناتج عن انزلاق إحدى الفقرات إلى الأمام فوق الفقرة المجاورة.
- الكسور الفقرية الناتجة عن حوادث أو هشاشة العظام تثبيت الفقرات لتجنب تفاقم الإصابة.
- التهاب المفاصل التنكسي الناتج عن التقدم في العمر وما يصاحبه من تدهور المفاصل.
- تضيق القناة الشوكية لتخفيف الضغط عن الأعصاب.
- الأورام الشوكية والتي قد تضعف الفقرات وتتطلب التثبيت لمنع الانهيار.
كم تبلغ مدة الشفاء من عملية تثبيت الفقرات؟
تختلف مدة الشفاء من عملية تثبيت الفقرات حسب عدة عوامل، مثل نوع الإصابة، عمر المريض، ومستوى اللياقة البدنية. وفي المجمل، يمكن أن يستغرق الشفاء الكامل من 6 أشهر إلى سنة ليتمكن المريض من استئناف الأنشطة دون قيود.
اقرأ أيضا: ماهو الاستسقاء الدماغي Hydrocephalus و 4 من أعراضه
عملية انحناء العمود الفقري
عملية انحناء العمود الفقري، والمعروفة باسم جراحة تصحيح انحناء العمود الفقري أو جراحة تقويم العمود الفقري، من الجراحات الكبرى التي تتطلب عناية دقيقة والتي تهدف إلى علاج حالات مثل:
- الجنف (الانحناء الجانبي للعمود الفقري).
- الحدب (الانحناء الأمامي).
هل عملية انحناء العمود الفقري خطيرة
عملية انحناء العمود الفقري ليست عملية خطيرة بحد ذاتها إذا تمت تحت إشراف فريق طبي متخصص، ولكنها قد تكون مخاطرة إذا كانت الإصابة شديدة أو إذا كانت هناك مشكلات صحية مصاحبة.
لذا من الضروري مناقشة كافة المخاطر مع الطبيب المعالج وفهم الاحتياطات التي يجب اتخاذها قبل وبعد الجراحة لضمان نجاح العملية وتقليل المضاعفات المحتملة.
إصابة النخاع الشوكي
إصابة النخاع الشوكي هي أحد أخطر إصابات العمود الفقري والتي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي. والنخاع الشوكي هو حزمة من الأعصاب المحمية داخل العمود الفقري، وهو المسؤول عن نقل الإشارات بين الدماغ والجسم.
أعراض إصابة النخاع الشوكي
إصابة النخاع الشوكي يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي تختلف في شدتها حسب موقع الإصابة ومدى تأثيرها على الأعصاب. تشمل الأعراض الشائعة لإصابة النخاع الشوكي:
- الشلل الجزئي أو الكلي وفقدان التحكم في الأطراف.
- فقدان الإحساس في مناطق معينة من الجسم أسفل مستوى الإصابة.
- شعور غير طبيعي بالوخز في الأطراف وفقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء.
- مشاكل في التنفس وذلك في حالات إصابة النخاع الشوكي في منطقة الصدر أو العنق.
- ألم شديد في الظهر أو الرقبة عند موقع الإصابة، وقد يكون الألم مصحوبًا بتشنجات عضلية.
- ألم عصبي في الأجزاء الأخرى من الجسم، ويشمل ذلك الشعور بحرقان أو وخز في الأطراف.
- ضعف في العضلات قد يتراوح من خفيف إلى شديد، مما يجعل الحركة غير ممكنة أو صعبة في بعض الحالات.
- فقدان القدرة على الحفاظ على التوازن أثناء الوقوف أو المشي.
- صعوبة في التنسيق الحركي مما يؤدي إلى صعوبة في أداء الأنشطة اليومية.
- حدوث تغيرات في ضغط الدم أو معدل ضربات القلب.
- مشاكل في الجلد كالتقرحات الجلدية الناتجة عن فقدان الإحساس أو قلة الحركة..
اقرأ أيضا: تعرف على 4 من انواع الاورام الدماغية
هل يشفي مريض النخاع الشوكي؟
إصابة النخاع الشوكي تعد واحدة من أخطر إصابات العمود الفقري التي قد تحدث، وغالبًا ما تؤدي إلى تلف دائم للأعصاب، مما يسبب فقدانًا دائمًا في الوظائف الحركية أو الحسية أسفل مستوى الإصابة.
للأسف، في العديد من الحالات، لا يشفى مريض النخاع الشوكي تمامًا، لكن العلاج والتأهيل قد يساعدان في تحسين الحالة وتخفيف الأعراض.
هل قطع الحبل الشوكي له علاج؟
قطع الحبل الشوكي هو أحد أشد الإصابات التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، حيث يتسبب في قطع أو تمزق الألياف العصبية في النخاع الشوكي.
مما يؤدي إلى فقدان كامل أو جزئي للوظائف الحركية والحسية أسفل مستوى الإصابة. حتى الآن، لا يوجد علاج شافٍ، ولكن هناك بعض الخيارات العلاجية التي تساعد في تحسين الوظائف أو الحد من الأضرار.
هل هناك حالات شفيت من إصابات النخاع الشوكي؟
إصابات النخاع الشوكي تُعد من إصابات العمود الفقري المعقدة التي تتفاوت درجاتها من إصابات خفيفة قد تشهد تحسنًا جزئيًا إلى إصابات شديدة قد تؤدي إلى شلل دائم.
في العديد من الحالات، لا يُتوقع شفاء كامل للمريض، ولكن هناك حالات شفيت من إصابات النخاع الشوكي بشكل جزئي، وهي حالات نادرة شهدت تحسنًا ملحوظًا في حالتها.
فبعض الحالات قد شهدت استعادة جزئية لبعض الوظائف الحركية أو الحسية، خصوصًا في الحالات التي تشمل تمزق جزئي أو ضغط على النخاع الشوكي بدلاً من القطع الكامل.
ما علاج إصابة النخاع الشوكي؟
كما أوضحنا مسبقاً، حتى الآن لا يوجد علاج شافٍ تماماً لإصابة النخاع الشوكي، ولكن هناك بعض الخيارات العلاجية والتأهيلية المتاحة له كواحد من أخطر إصابات العمود الفقري.
والتي قد تخفف الضغط على النخاع الشوكي وبالتالي تقليل الأعراض، وإليك بعض أبرز خيارات علاج إصابة النخاع الشوكي والخيارات التأهيلية المتاحة:
- العلاج الجراحي والذي يشمل التدخل الجراحي لتخفيف الضغط على النخاع الشوكي أو لإصلاح الأضرار الميكانيكية.
- العلاج الطبيعي والتأهيل، والذي يركز على تحسين الحركة، وزيادة القوة في العضلات المتبقية، وتعليم المريض كيفية التكيف مع التغييرات في حياته اليومية.
- الأجهزة المساعدة، مثل الكراسي المتحركة أو الأطراف الصناعية، للمساعدة في التنقل والحفاظ على الاستقلالية.
- العلاج الدوائي، والذي يشمل مسكنات للألم أو أدوية لتحسين وظيفة الأعصاب المتبقية.